الكثير من الشباب يريد أن يبدع، يريد أن يخترع، ولكن لا يعرف من أين يبدأ؟ إليكم بعض الطرق المضمونة والمجربة لكيفية البدأ في الإختراع ...
أخيراً، أنصحك وأنصح نفسي بالاستفادة من الموارد والمصادر المتوفرة حولك. للاسف أن طبع العرب يشدهم إلى حب البروز وتنفيذ الشيء بدون الاستعانة بالغير. وعلى الرغم من حلاوة الوصول إلى النجاح بالجهد الذاتي، إلا أن الفشل مربوط بالغرور والعناد. تمعن في إمكانيات من حولك، استعين بمدرسك أو زميلك، استشير وأجمع أراء وأفكار زملائك. هناك مصطلح آخر أريد أن اذكره هنا وهو: Don’t reinvent the wheel وترجمته “لا تحاول أن تعيد اختراع العجلة”، أي أنك إن كنت تريد أن تصنع سيارة جديدة مثلاً لا تحاول أن تبدأ بصناعة عجلة السيارة، لأنه قد تم صناعتها من قبل ولا عيب فيها. قم باستخدام العجلات المتوفرة والمواد المتوفرة وركز على تطوير السيارة. بهذه الطريقة يتم توفير الجهد المبذول وتركيزة على الاختراع الجديد. إذا لا تحاول أن تخترع شيء قد تم اختراعه إلا أن كنت ستضيف عليه خصائص تجعله أكثر قابلية للاستخدام أو أكثر جاذبية أو أرخص.. إلخ.
ومن لديه المزيد فلا يبخل علينا.
الخطوة الأولى هي تحديد مشكلة، من الممكن إذا كنت خبيرًا بتجربة الاستخدام -أشعر بأنني أكبر متبجح بعملي- أن تلاحظ الكثير من المشاكل من حولك، فعادة، الاختراعات الجيّدة هي حلول لمشاكل في تجربة استخدام ما، مثل أنني أريد فتح غطاء العلبة، لكن، دون كسر لأصابعي أو خلع لأسناني، الحل هنا هو فتّاحة العلب!
بعد إيجاد مشكلة، يمكنك إمساك ورقة وقلم، وكتابة كافة الحلول الممكنة، الجيد والسخيف منها، فكّر بكل الطرق التي يمكنك من خلالها أن تجد الحل للمشكلة، وتذكر دائمًا أن الهدف أثناء هذه الخطوة هو الوصول إلى الغاية وليس الوسيلة.
من الحلول الممكنة لإيجاد حل أو اختراع، أن تستعمل أدوات سكامبر - SCAMPER، وهي طرق متنوّعة لإيجاد حل أو اختراع، كل حرف في الكلمة الإنجليزية يرمز إلى طريقة، مع العلم أن عمل اختراع مشتق من اختراع آخر يستلزم منك 15% من التغيير على الأقل كي تحصل على براءة اختراع في أمريكا وأغلب الدول الأخرى، أي أنك إذا ساهمت في تحسين فتّاحة العلب ولو بنسبة 15% فقط فإنك تعتبر مخترعًا وتحصل على براءة الاختراع، وإليك أدوات سكامبر:
- الاستبدال: ما الذي يمكنك أن تستبدله بدلاً من أحد الأجزاء؟ هل تستطيع أن تستبدل مكان أو زمان أو مادة الصنع؟ أي استبدال يمكنه أن يساعدك في الوصول (Substiut).
- الإضافة والدمج: هل يمكنك أن تضيف أجزاءً أو أدوات جديدة؟ أو أن تمزج وتضع مواد وأشياء أخرى؟ (Combine).
- التكييف: هل يمكنك أن تعدّل اختراعًا لتجعله مناسبًا لظرف زماني أو مكاني، أو مناسبًا لفئة من البشر؟ لفكرة مشابهة؟ لموقف مغاير؟ هل يمكنك أن تجعل فتّاحة العلب ممكنة الاستعمال مع الأبواب؟ (Adapt).
- التعديل: هل يمكنك أن تغيّر خصائص الاختراع لتنتج اخترعًا جديدًا؟ خصائص الاختراع تتنوع بين التصغير، التكبير، الحركة، الصوت، الشكل، الرائحة، الحجم أو الخصائص الخارجية (Modify).
- الاستخدامات البديلة: هل تستطيع استخدام الاختراع بطريقة أخرى؟ أو لموقف جديد؟ (Put To Other Uses).
- الحذف: هل يمكنك أن تحذف جزءًا من الاختراع لتحسّنه؟ هل يمكنك جعله أخف؟ هل يمكنك إزالة موادٍ منه دون فقدان وظيفته؟ (Elminate).
- إعادة الهيكلة والترتيب: هل يمكنك قلب نموذج الاختراع؟ أو إعادة هيكلة السيناريو الخاص به؟ هل يمكنك استرجاع خطوة أو حذفها؟ (Rearrange).
بعد إيجاد فكرة المشروع، قم بالبحث عنها في محركات بحث الاختراعات، هنالك عدة محركات مشابهة لكنني قد نسيت اسمها، أشهرها تقريبًا هو Google Patents.
إذا كانت فكرتك أصيلة، قم ببناء تصميم الاختراع، فكّر في عدة نماذج له، وتخيّل عدة مواقف وكيف سيبدو فيها، هل سيكون أكبر من اللازم؟ هل سيصمد أمام العوامل المؤثرة؟
بعد الانتهاء من مرحلة التصميم، قم بكتابة ملف يتضمن الاختراع وشرحه، تكلم خلال مقدمة هذا الملف عن تاريخ من تستهدفهم باختراعك أو ما المشكلة التي واجهتها لتخترع الاختراع، بعدها، قم بشرح المشكلة بتفصيل أكبر، اذكر المصطلحات العلمية وتكلم بدقة ووضوح عن المشكلة دون تضخيم أو تسخيف، ثم انتقل إلى شرح الحل، تكلّم في حل المشكلة عن كيفية مساعدة الاختراع لمن تستهدفهم به من مرضى أو أفراد أو شركات، ثم ابدأ في الفقرة التالية بشرح تسويق الاختراع، من تستهدف به، وكيف ستبيع الاختراع، هل هو مناسب للسوق؟ هل لديك أفكار عمّن سيشتريه؟
بعد كل هذا، تكون جاهزًا مع اختراعك، يمكنك أن تتقدم به على براءة اختراع، أو تشارك بمسابقة اختراعات، أو تعرضه على خبير ليساعدك في نشره أو بيعه، أو ببساطة، عرضه على شركة أو أفراد، الأمر يعود لك من هنا.
أهم شيء هو أن لا تيأس ولا تستسلم في هذا المجال، فهو واسع ولا ينتهي، في حوالي عام 1890 قال مدير هيئة براءة الاختراعات الأمريكية أنه لا يتوقع وجود أي اختراعات أخرى لتظهر بعد هذا، فقد ظن بأن الإنسان قد اخترع كل ما يمكن اختراعه، هذا المدير لم يعش كي يرى الآيفون، الكاميرا الفوتوغرافية، محطة الفضاء الدولية، الطابعة ثلاثية الأبعاد، العلاجات الكيماوية لمرضى السرطان، التطويرات المكتشفة على الخلايا الجذعية ومساعدتها لمرضى السكري أو ببساطة قطعة الحديد الصغيرة التي أستخدمها الآن لتخزّن آلاف المعلومات وتسمح لي بأن أحملها إلى كل مكان.
Blogger Comment
Facebook Comment