من هو المثقف ؟ من هو المثقف ؟ | Hani informations

مدونتنا :

‏مدونة تقنية علمية متنوعة تتطلع لكل ماهو جديد و غير مألوف و أحدث ما توصلت اليه التكنولوجيا لكل من تستهويه التقنية والمعلوميات و متعة التعلم.‏

من هو المثقف ؟


بسم الله الرحمان الرحيم 
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين,اللهم لاعلم لنا إلا ما علمتنا انك أنت العليم الخبير.
اللهم لاعلم لنا الا ماعلمتنا إنك أنت الحكيم العليم,اللهم علمنا ماينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما , وارنا الحق حقا وارزقنا اتباعه
وارنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه,وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين....امـــــــــــا بعد؟

كما عودناكم في مدونة ثقافة عامة, سنقدم لكم كل ما هو جديد ومفيد, طمعا في نشر الحكمة والموعظة والوعي الثقافي...
جئنا اليوم وكلنا شوق وشغف بأن نتقاسم معكم ما تيسر في عالم الثقافة العامة , ففقرة اليوم ستكون تحت عنوان :

من هو المثقف ؟




نستعمل كلمة (الثقافة)، ونقول: هذا شخص مثقّف، وهذه ثقافة إسلامية.. فما الّذي نعني وبالمثقّف..
إنّنا نقصد بالثقافة، مجموعة المعارف الانسانية التي يكتسبها الإنسان وتؤثِّر في تفكيره وفي فهمه للأشياء، وفي سلوكه وأخلاقه، وعلاقته بالله وبالمجتمع والحياة.. مثل معارف العقيدة والتأريخ والفقه والآداب والقانون والسياسة والأخلاق وعلم النفس وعلم الاقتصاد والاجتماع... إلخ..

المثقف في المفهوم الاصطلاحي: ناقدٌ اجتماعيٌّ، "همُّه أن يحدِّد، ويحلِّل، ويعمل من خلال ذلك على المساهمة في تجاوز العوائق التي تقف أمام بلوغ نظام اجتماعي أفضل، نظامٍ أكثر إنسانية، وأكثر عقلانية"، كما أنه الممثِّل لقوَّةٍ محرِّكةٍ اجتماعيًّا، "يمتلك من خلالها القدرةَ على تطوير المجتمع، من خلال تطوير أفكار هذا المجتمع ومفاهيمه الضرورية".


والمثقف يملك قدرًا من الثقافة التي تؤهله لقدرٍ من النظرة الشمولية، وقدرٍ من الالتزام الفكري والسياسي تجاه مجتمعه، وهو مبدع كل يوم، يستطيع بهذا الإبداع الثقافي أن يفصل بين تهذيبات القول وتجليات الفكر، بين الثقافة وعدم الثقافة، بين التحضر والتطور".

إنّ الانسان بحاجة إلى فهم الحياة الاجتماعية والسياسية ومعرفة التأريخ وأحكام العقيدة والشريعة والقانون والأعراف... إلخ؛ لكي يستطيع أن يتعامل مع المجتمع تعاملاً سليماً، ويرسم خطّة حياته، ومواقفه من الاُمور والحوادث والناس الآخرين بوضوح ونجاح.. وإذاً فالثقافة معرفة وسلوك، أو هي معرفة تهذِّب السلوك الانساني.. والجاهل بالمعارف والعلوم لا يستطيع أن يفهم المواقف والوقائع فهماً صحيحاً..

فمثلاً: نحنُ بحاجة إلى المعرفة لكي نحدِّد مواقنا من الوضع السياسي القائم في بلادنا، أو النظام الاقتصادي الّذي تسير عليه الدولة، أو المنهاج السياسي الّذي يتبنّاه حزب أو زعيم سياسي مرشّح للسّلطة أو مجلس الاُمّة.. أو مسألة دور المرأة في الحياة الاجتماعية.. أو مسألة حجاب المرأة، أو السّفور.. أو مسألة الحرِّيّات وحقوق الانسان.. أو الموقف من مذهب اسلامي أو فكرة عقائدية..
إنّ فهم هذه المسائل وأمثالها، وتحديد موقفنا منها، يحتاج إلى وعي ومعرفة..
إلى هنا يتضح مفهوم المثقف عمومًا، فما دور المثقف الإسلامي بخاصةٍ في تكوين البنية الفكرية للمجتمع، والمساهمة في تحديد هويته الثقافية، والتي يمكن من خلالها تمييزُه عن غيره؟

للإجابة عن هذا السؤال لابدَّ أولاً أن نفرِّق بين مصطلح المثقف الإسلامي، وبين مصطلحين آخرين اهتمَّت بعض الأقلام بهما.

هذان المصطلحان هما: المفكر الإسلامي، والفقيه:
1) الفَقِيه - بفتحٍ فكسرٍ – وجمعُه فُقَهاء: وهو العالِم بالأحكام الشرعية العملية من الحِلِّ والحرمة، والمتخصِّص في الفقه الإسلامي من المفترض فيه أن يكون على فَهمٍ للنصوص الشرعية، والمرادِ منها، فهمًا علميًّا دقيقًا خاضعًا للقواعد المثبتة في علوم القرآن، وعلوم الحديث، وعلم أصول الفقه، إضافةً إلى علوم اللغة العربية.

2) المفكر الإسلامي
، الذي اشتق لقبه من الفِكْر - بكسرٍ فسكونٍ - وجمعُه أفكارٌ: وهو "إعمال العقل بالمعلوم للوصول إلى المجهول"، وقد عرَّفه كل من ابن قيم الجوزية والغزالي بأنه: "إحضار معرفتين في القلب ليُستَثمَر منهما معرفةٌ ثالثةٌ"، وقال الجرجاني: "الفكرُ ترتيبُ أمورٍ معلومةٍ للتَّأدِّي إلى مجهولٍ"، وهذا يعني أن المفكر ينتقل من المقدمات والمبادئ التي عنده إلى النتيجة التي يبني عليها عملاً؛ إن المفكر الإسلامي صاحبُ رأيٍ في مجالات الحياة من خلال تعمُّقه في الأفكار الأخرى، وقدرته على تحليلها ومحاكمتها، والتأسيس للأفكار والنظريات الإسلامية الجديدة.

والمثقف الإسلامي:
 هو المطَّلع إلى حد الاستيعاب على الواقع وتطوراته، وتياراته الاجتماعية والفكرية والعلمية، وهو لا يمتلك رأيًا فقهيًّا أو فكريًّا اجتهاديًّا خاصًّا به؛ تمييزًا له عن الفقيه والمفكر الإسلامي، بل إنه يحمل الأفكار ويستوعبها، ثم ينشرها ويشرحها في هذين المجالين، أي: إنه يتحرك في إطار مرجعيةٍ علميةٍ وفكريةٍ تحركًا واعيًا وهادفًا وتكامليًّا.

والمثقفُ نوعان:
- موسوعي: وهو الملمُّ بأكثر من مجالٍ ثقافيٍّ.
- تخصصي: وهو المتخصص في أحد العلوم الإنسانية، كالاجتماع والسياسة مثلاً.

وتجدر الإشارة هنا إلى تأكيد مصطلح "المثقف الإسلامي"، وليس "المثقف المسلم"؛ لأن هناك فرقًا في المدلول والمفهوم والدور بين المثقف، الذي يمتلك هويةً ثقافيةً معينةً، وينتسب للإسلام وراثيًّا، وبين المثقف الذي يتبنَّى الإسلام نظامًا حيويًّا متكاملاً، ويشكل الإسلام بعدًا فكريًّا في شخصيَّته، ويتحرك اجتماعيًّا وثقافيًّا وفق هذا الانتماء.

وبناء على ذلك الفَهم فإن المثقفين الإسلاميين هم طليعة الأمَّة والجهاز التنفيذي لحركتها، من خلال هضم واستيعاب التراث الإسلامي الفقهي، والعقَدي، والفكري.


والانسان المثقّف، هو الّذي تكوِّن له الثقافة شخصيّة محترمة ومتوازِنة، تّتسم بحُسن الخُلق والأدب الرّفيع..
والانسان المثقّف، هو الانسان الّذي تعلّم أُصول التعامل الاجتماعي الناجحة مع اُسرته.
والانسان المثقّف، هو الانسان الّذي يحترم آراء الآخرين، ويتعامل معهم باحترام.

وأخيـرًا؛ فهذا موضوع مهمٌّ جدًّا وواسعٌ، ويحتاج بيانه بالتفصيل إلى تأليف كتبٍ مستقلةٍ، ولكن حسبنا في هذه الاستشارة البسيطة ما ذكرنا، ونحيل القارئ الكريم إلى المراجع الآتية:  
1- "المثقفون في الحضارة العربية"، لمحمد عابد الجابري، مركز دراسات الوحدة العربية - بيروت، 1995م.
2- "تهميش المثقفين ومسألة بناء النخبة القيادية"، لبرهان غليون، مركز دراسات الوحدة العربية - بيروت، 1995م.
3- "المثقف العربي والنضال القومي"، لناجي علوش، المجلس القومي للثقافة العربية - الرباط، 1985م.

أتمنى أن الموضوع أفادكم 

إدا أعجبك الموضوع أترك بصمتك بتعليق

وشكرا.
الى موضوع جديد لك ان شاء الله.
شارك على جوجل بلس

محمد حني

أسمي حني محمد بلدي هو الجزائر أعيش في غرداية أعشق التدوين في مجال التقنية،احاول دائما مشاركتك بأي معلومة أعرفها لكي أنت بدورك تفيد وتستفيد وتعم الفائدة، هدفي هو افادتك بمعلومة صحيحة وسلسة يفهمها الصغير والكبير وأتمنى أن أكون عند حسن ظنك.
    Blogger Comment
    Facebook Comment